نظرية الحصان الميت في التسويق: إمتى توقف وتبدأ من جديد؟

في عالم التسويق، التجريب جزء أساسي من الشغل. ساعات بنجرب حملة، أو فكرة، أو وسيلة معينة، ونفضل نشتغل عليها رغم إنها مش جايبة نتيجة. هنا بتيجي نظرية الحصان الميت في التسويق، اللي بتقول ببساطة:
“لو لقيت نفسك راكب حصان ميت… انزل!”
الجملة دي اتشهرت كمثال ساخر، لكنها بقت أداة مهمة في فهم قراراتنا التسويقية الغلط.
إيه هي نظرية الحصان الميت في التسويق؟
هي تعبير ساخر بيشرح إزاي ناس أو شركات ممكن يفضلوا متمسكين بخطة أو حملة فاشلة، وبدل ما يغيروها، يفضلوا يجربوا حاجات تانية ملهاش لازمة، زي:
- نشتري سوط أقوى (نحط ميزانية زيادة على الحملة)
- نغيّر المسئول (نلوم الفريق بدل الفكرة)
- نعمل اجتماع طارئ نعيد فيه تقييم كل حاجة (ونفضل نلف حوالين نفس المشكلة)
في التسويق، ده معناه إننا بنكمل في أفكار ما بتنجحش، بدل ما نقول: كفاية كده.

أمثلة حقيقية لـ نظرية الحصان الميت في التسويق
1. الحملات الإعلانية اللي مش بتجيب نتيجة
ساعات تطلق حملة ممولة على السوشيال ميديا، وتكتشف بعد أسبوعين إنها مش بتحقق أي أهداف. بدل ما توقفها، تفضل تضيف فلوس أكتر أو تغيّر الصور… بس النتيجة واحدة: صفر تأثير.
2. التمسك بقنوات تسويق قديمة
لو بتستخدم قناة زي فيسبوك بوستات عادية، ومفيش أي تفاعل، أو بتبعت إيميلات محدش بيقراها، غالبًا انت راكب حصان ميت.
3. رسائل قديمة مش مناسبة
لو شركتك بتتكلم بنفس الأسلوب من 5 سنين، ومفيش تحديث في طريقة الخطاب أو عرض القيمة، فيه احتمال كبير تكون رسالتك نفسها فقدت تأثيرها.
ليه بنفضل متمسكيم بـ نظريةالحصان الميت؟
رغم إننا بنكون شايفين إن الحاجة مش نافعة، ليه بنفضل نكمل فيها؟ الأسباب كتير:
1. وهم “الاستثمار الغرقان”
يعني لأننا صرفنا وقت وفلوس ومجهود، بنخاف نوقف. بنفكر كأننا بنرمي تعبنا في الأرض.
2. الخوف من الغلط
ممكن نكون خايفين الناس تقول إننا أخدنا قرار غلط، فبنكمّل عشان نحافظ على شكلنا.
3. مفيش بيانات واضحة
لو مفيش KPIs (مؤشرات أداء) واضحة، ممكن نعيش في الوهم ونقول “أكيد في تحسن”، رغم إن الواقع عكس كده.
إزاي نتجنب فخ نظرية الحصان الميت؟
1. حدد أهدافك من الأول
قبل أي حملة، حدد: إنت عايز توصل لإيه؟ ترافيك؟ مبيعات؟ لايكات؟ لو الأرقام مش بتتحقق خلال فترة منطقية، يبقى محتاج تغيّر.
2. اتقبل فكرة الفشل المؤقت
مش كل فكرة هتنجح. لكن كل تجربة هتعلّمك حاجة. اعمل تقييم دوري، وتعلّم من اللي فات، ومتخافش تقول: “التجربة دي فشلت”.
3. ميّز بين التجربة والإصرار الأعمى
في فرق كبير بين إنك تختبر وتحسّن، وبين إنك تلزق في فكرة مش نافعة.
4. راجع أداءك بانتظام
اعمل تقارير شهرية. تابع الحملات، وشوف فين الأداء ضعيف. واعمل وقفة حقيقية لما تحس إنك مكمل في حاجة “ميتة”.
الختام: الشجاعة مش في الاستمرار… أوقات بتكون في الانسحاب
نظرية الحصان الميت في التسويق مش بس نكتة، دي رسالة واضحة:
لو شايف إنك بتصرف مجهود في حاجة مش نافعة، الحل مش إنك تزوّد المجهود… الحل إنك توقف، تفكّر، وتبدأ من جديد.
فكّر:
هل الحملة دي فعلاً شغالة؟
هل الرسالة دي لسه مناسبة؟
هل الجمهور بيتفاعل؟
لو لأ… يبقى وقت النزول من على الحصان جه.
محتاج أفكار عملية أكتر؟
تابع مدونتي على Marketing with Ahmed عشان تعرف إزاي تطور استراتيجيتك، وتتعامل مع التحديات بعقلية مرنة وتفكير عملي.